Cerpen Bahasa Arab

Cerpen Bahasa Arab

Assalamu 'alaikum wa rahmatullah
kawan-kawan pecinta bahasa arab, cerpen ini adalah salah satu karya saya di semester 3 kemarin di jurusan sastra arab Universitas Negeri Malang (UM), sebenernya cerpen ini sudah dimuat menjadi ontologi cerpen, cuma saya hanya berani memposting satu cerpen ini saja, karen belum dapet izin dari pengarang cerpen lainnya ...
bagi yang berminat bisa dibaca kok ...

والله, لقد أخلصت لك حبي

مَا زَالَتْ آنِسَةُ تَخْشَع بِبَصَرِهَا إِلَى الْكِتَابِ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهَا, وَ مِنْ خَلْفِهَا عَيْنٌ جَمَّاحَةٌ لَمْ تَتْرُكْ النَّظْرَةَ إِلَيهَا غَمْضَةً قَطُّ, فَإِذَا بِالْجَرَسِ تُدَقُّ مِنْ خَارِجِ الْفَصْلِ , وَ عَقْرَبِ السَّاعَاتِ يَرْكُضُ فِيْمَا بَيْنَ الْوَاحِدِ و الْثَانِى عَشَرَ, وَ الْأُسْتَاذِ يَذْهَبُ عَنْ مَجْلِسِهِ, و الطُّلَّابِ يَتَفَرَّقُوْنَ , فَنَشَزَتْ آنِسَةُ وَ انْصَرَفَتْ إِلَى سَيَّارَتِهَا الَّتِيْ أَوْقَفَتْهَا بِجَانِبِ الْمَبْنَى د.7 , فَإِذَا بِمُنَادٍ يُنَادِيْ مِنْ خَلْفِهَا:

" آنِسَة, تَمَهَّلِيْ......"

فَالْتَفَتَتْ آنِسَةُ إِلَى الْفَتَى الَّذِي تَطَاوَلَتْ الْأَعْنَاقُ مِنْ جَمَالِهِ وَ ذَكَائِهِ, فَعَرُفَتْهُ آنِسَةُ , فَسَلَّمَ عَلَيْهَا عِمْرَانُ.

" وَعَلَيْكُمْ السَّلَامُ......" فِيْ نَحْوِ جَوَابِ آنِسَةَ, فَقَالَ لَهَا عِمْرَانُ وَ عَلَى يَدِهِ رِسَالَةٌ لَهَا.

" مَا جِئْتُكِ إِلَّا لِهَذَا "

" مَا هَذَا...؟"، فأجاب " اِقْرَئِيْ !!, سَيَظْهَرْ لَكِ الْأَمْرُ. السَّلَامُ عَلَيْكُمْ!!"

فَتَنَحَّى عَنْهَا عِمْرَانُ, وَ عَجَّلَتْ آنِسَةُ فِيْ قِرَاءَةِ هَذِهِ الرِّسَالَةِ, فَلَمَّا رَأَتْ مَا فِيْهَا, هَشَّتْ هَشَّةً. ثُمَّ انْصَرَفَتْ فِيْ فَرْحِهَا.

فَلَمَّا حَصَلَتْ إِلَى دَارِهَا, دَخَلَتْ آنِسَةُ الْبَيْتَ مُنْطَلِقَةَ الْوَجْهِ, وَ انْفَرَدَتْ فِيْ حُجْرَتِهَا, وَ أَلْقَتْ نَفْسَهَا عَلَى السَّرِيْرِ الَّذِي تَرُوْحُ الأَنْفُسُ مِنْ وَثَارَتِهِ, وَ لَوْلَا الرِّسَالَةُ الَّتِي لَقِيَتْهَا مِنْ الْفَتَى الَّذِي تَشْتَهِيْهِ أَعْيُنُ مَنْ رَأَتْهُ مِنَ الْفَتَيَاتِ , لَوَقَعَتْ فِيْ مَوْضِعٍ يَصْدُرُ إِلَيْهِ النَّائِمُ. فَوَثَبَتْ, وَ ارْتَادَتْ الرِّسَالَةَ الَّتِيْ جَعَلَتْهَا فِيْ مِحْفَظَتِهَا, فَلَمَّا أَمْسَكَتْهَا بَيْنَ يَدَيْهَا, وَ قَرَأَتْ مَا فِيْهَا قِرَاءَةً ثَانِيَةً , تَبَسَّمَتْ تَبَسُّمَ النِّسَاءِ مِنْ الرِّجَالِ, فَبَقِيَتْ فِيْ هَذِهِ الْحَالَةِ إِلَى أَنْ جَنَّ عَلَيْهَا الْلَيْلُ, وَ نَزَلَتْ فِيْ مَكَانٍ لَا يَطَؤُهُ إِلَّا النُوَّامُ.

وَ عِنْدَ مَا اطَّلَعَتْ عَلَيْهَا الشَّمْسُ, وَزَجَرَتْ الرِّيْحُ أَخْبَارَ الْعَاشِقِيْنَ, وَ دَرَّتْ السَّمَاءُ بِأَنْوَاعٍ مِنْ زَبَدَاتِ الْحُبِّ, بَكَّرَتْ آنِسَةُ بُكْرَةً لَمْ تَكُنْ هَذِهِ الْفَتَاةُ عَلَى هَذِهِ الحَالَةِ عَادَةً, فَغَادَرَتْ قَصْرَهَا إِلَى الْجَامِعَةِ فِيْ أَحْسَنِ ثِيَابِهَا وَحُلِّيِّهَا قَاصِدَةً عِمْرَانَ لِتُرِيَهُ مِنْ بَشَائِرِهَا, وَ كَانَتْ شَفَتَاهَا تُرَدِّدُ كَلِمَةَ "....مَا لِيْ لَمْ أَرْضَ أَنْ تَكُوْنَ أَنْتَ قُرَّةَ عَيْنِيْ وَ شَفَقَةَ قَلْبِيْ....؟ ", وَ لَازَمَتْ هَذِهِ الْكَلِمَةَ حَتَّى وَقَفَتْ بَيْنَ يَدَيْ عِمْرَانَ وَ أَعْرَضَتْ لَهُ هَذِهِ الْكَلِمَةَ, فَصَارَتْ لَهُمَا الأيَّامُ مُمْتِعَةً.

فَذَاتَ يَوْمٍ, قَابَلَتْ آنِسَةُ عِمْرَانَ, وَ عَهِدَتْ لَهُ بِبَيْتِهَا لِتَتَعَلَّمَ مِنْهُ, فَاجْتَمَعَ رَأيُهُمَا فِيْ السَّاعَةِ الرَّابِعَةِ مَسَاءَ يَوْمِ الأَحَدِ. فَلَمَّا حَضَرَ عَلَيْهِمَا يَوْمٌ تَعَاهَدَا عَلَيْهِ, اِنْطَلَقَ عِمْرَانُ حَتَّى وَقَفَ أَمَامَ دَارِهَا, فَأَدْخَلَتْهُ خَادِمَتُهَا. فَإِذَا بِالدَّارِ لَمْ يَكُنْ فِيْهِ أَحَدٌ سِوَى آنِسَةَ وَ الْخَادِمَة, فَاسْتَقْبَلَتْهُ آنِسَةُ كَاشِفَةً عَنْ وَجْهِهَا وَ نَحْرِهَا, وَ أَشَارَتْ إِلَى خَادِمَتِهَا أَنْ تَخْرُجَ مِنْ عِنْدِهَا, فَقَالَ لَهَا عِمْرَانُ :

" دَعِيْهَا مَعَنَا.....!!!, فَإِنِّيْ أَخَافُ عَلَيْكِ مِنْ سُوْءِ نَفْسِيْ, وَ مِنْ أَنْ تَكُوْنَ الشَيْطَانُ ثَالِثَتَنَا..!!".

فَتَبَسَّمَتْ, وَ أَتَتْ الْبَابَ, وَ أَغَلَقَتْهُ دُوْنَهُ, ثُمَّ رَمَتْ ثَوْبَهَا، وَقَامَتْ عُرْيَانَةً تَخْلُوْ نَفَسَهَا حَتَّى لَمْ يَبْقَ عَلَيْهَا إِلَّا ثَوْبٌ يُرَى دَاخِلُهُ مِنْ خَارِجِهِ, فَقَالَتْ :

"إِنِّيْ لَمْ أَدْعُكَ لِلْعِلْمِ, وَ إِنَّمَا دَعَوْتُكَ لِكَذَا..."، يَعْنِي تُرَاوِدُهُ عَنُ نَفْسِهِ.

فَلَمَّا رَأَى عِمْرَانُ مَا رَأَى مِنْ جَمَالِهَا وَ رَشَاقَةِ قَامَتِهَا, لَمْ يَتَمَالَكْ عَنْ نَفْسِهِ حِتَّى يَكَادَ يَقَعُ فِيْ نَفْسِهَا.

وَ عِنْدَ مَا جَلَسَ مِنْهَا مَجْلِسَ الرّجُلِ مِنَ الْمَرْأَةِ, ذَكَرَ عِمْرَانُ نَفْسَهُ عِنْدَ اللهِ الرَّقِيْبِ, فَأَخَذَتْهُ رَعْدَةٌ وَ قَالَ لَهَا:

" اُتْرُكِيْنِيْ..!!, أَخْرُجْ مِنْ عِنْدِكِ!!".

" مَا بَدَا لَكَ..؟, وَ قَدْ زَعَمْتَ أَنِّي أَعْجَبَتْكَ...، فَلَمَّا قَدَرْتَ عَلَيَّ, فَعَلْتَ الَّذِي فَعَلْتَ !!".

" وَيْحُكِ..., تُرِيْدِيْنَ أَنُ تَذْهَبِيْ بِحَسَنَاتِيْ...؟ وَ تُذِيْقِيْنِيْ سَرَابِيْلَ الْقِطْرَانِ وَمُفْظِعَاتِ النِّيْرَانِ يَوْمَ لَا أَمْرَ إِلَّا أَمْرُهُ تَعَالَى....؟, وَاللهِ, اُتْرُكِيْنِيْ فَإِنِّيْ أَخَافُ عَلَيْنَا مِنْ نَارٍ لَا تَطْفَأُ, وَ مِنْ عَذَابٍ لَا يَفْنَى، وَمِنْ غَضَبِ رَبِّنَا, فَلَا يَرْضَى عَنَّا".

فَوَثَبَ عِمْرَانُ يُرِيْدُ الْبَابَ, فَأَخَذَتْ آنِسَةُ عَلَى يَدِهِ وَ مَنَعَتْهُ مِنَ الْبَابِ فَقَالَتْ :

" إِنْ كُنْتَ صَادِقاً, فَمَا لِيْ زَوْجٌ غَيْرُكَ !!"

قَالَ: " دَعِيْنِيْ, أَخْرُجْ ...!!"

قَالَتْ: "لَا, لَا أَتْرُكُكَ إِلَّا أَنْ تَجْعَلَ لِيْ أنَّكَ تَتَزَوَّجُ بِيْ".

فَعَاجَ عِمْرَانُ وَ بَثَقَ مِنْ عِنْدِهَا. فَقَالَتْ آنِسَةُ فِيْ نَفْسِهَا

" وَاللهِ, مَا لِيْ زَوْجٌ غَيْرُكَ, فَإِنِّيْ لَمْ أَجِدْ فِيْ أَيِّ رِجَالٍ مَا وَجَدْتُ فِيْكَ "

وَ رَفَعَتْ رَأسَهَا إِلَى السَّمَاءِ "اَللَّهُمّ, اجْعَلْهُ لِيْ حَلِيْلًا لَا يَضُرُّنِيْ مِنْهُ شَيْءٌ مِنْ بَعْدُ....". فَبَاتَتْ نَادِمَةً عَلَى مَا كَانَ مِنْ نَفْسِهَا.




فَلَمَّا أَصْبَحَتْ, عَجَّلَتْ فِيْ لِقَاءِ عِمْرَانَ حَتَّى قَدِمَتْ الْجَامِعَةَ وَ طَلَبَتْهُ وَ لَمْ تَجِدْ, فَسَأَلَتْ أَصْحَابَهُ, وَ لَمْ يَكُنْ مِنْهُمْ يَعْرِفُ غِيَابَهُ إلَّا أَحْمَدُ, فَأخْبَرَهَا أحْمَدُ أنَّهُ قَدْ مَاتَ, فَلَمَّا سَمِعَتْ ذَلِكَ, شَهِقَتْ شَهْقَةً, فَقَالَتْ لِأَحْمَدَ :

" أَ تُدَاعِبُنِيْ.....؟ "

" كَيْفَ أُدَاعِبُكِ عَنْ نَفْسِهِ.....؟, وَأَنَا لَمْ أَرَ خَلِيْلًا أَشَدَّ مِنْهُ. وَإِنْ صَدَّقْتِ, سَأَدْبَرُلَكِ الْحَدِيْثَ عَنْهُ, إِنَّهُ حَضَرَ عَلَيْهِ الْمَوْتُ عِنْدَ خُرُوْجِهِ مِنْ عِنْدِكِ, فَلَمَّا اقْتَرَبَ مِنْ الْبَيْتِ, فَإِذَا بِالسَيَّارّةِ تَجْرِيْ مِنْ أَمَامِهِ مُنْزَعِقَةً, فَصَدَمَتْهُ, فَمَاتَ عِمْرَانُ حَالًا. وَ لَا أَدْرِيْ كَيْفَ كَانَ ذَلِكَ, وَلَكِنِّيْ قَدْ سَمِعْتُ مِنْ أَبَوَيْهِ أنَّهُ يَرَاهُ السَّائِقُ كَأنَّهُ أَصَابَهُ الْخَبَلُ حَتَّى لَا يَرَى مِنْ أَمَامِهِ السَيَّارَةَ"

فَسَقَطَتْ آنِسَةُ عَلَى الأَرْضِ " أَمَا هَذَا ....؟!، فَقَدْ فَاتَنِيْ الأَمْرُ !!!"

" صَبْرًا يَا آنِسَةُ !!!, ألاَ إِنَّ فِيْ كُلِّ شَيْءٍ لَعِبْرَةٌ ...؟؟ "

فَقَالَتْ " هَلْ لَهُ مِنْ قَرِيْبٍ ..؟ "

" نَعَمْ, لَهُ أَخٌ عَالِمٌ فَقِيْرٌ "

" اِمْضِ بِنَفْسِيْ إِلَيْهِ !!!, فَأِنِّيْ أّتَزَوَّجُ بِهِ حُبّاً لِأَخِيْهِ ".

Related Post